بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الفاضلات .... إخواني الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية ... كلٌ منا يسأل نفسه الآتي .. هل تسطيع رفض الظلم ؟؟
وهل حدّثت نفسك يوما عن رفض الظلم ؟؟
وما الذي عملته لترفض الظلم ؟؟
الحقيقة التي تفرض نفسها علينا .. أنَّ رَفْضَ الظلمِ بات حُلما تقليديا ... غاب عنّا منذ زمن بعيد ...
فعذرا للدمعة حين تغيب مراراً عن وجنةِ بعض المسحوقين بنعل الحزن , ووطأةِ ظلم الجوع .
ما كنتُ أود حيازة سيف عباسيّ يحميني من فرحي , إلا أن حنيني يصفعني بالشغب الفردي
المقروء ,, ويقيم الحدَّ على طفل يبغي وطنا ما بين مسامير النعلين ..
الروح تعود بألف سؤال والواحد منها يجلدُني بألف سؤال .. من منا يعرف كيف يعيش بدنياه
رجلا من غير عيون أو قدمين ... ؟؟؟ نحن عرفنا وتجاهلنا كل شيء نراه من مآسي عصرنا ...
ما أظلمنا !! نحن قتلنا أنفسنا من أجل دعابات الفجر ,
ما زلنا نحترف الصيحة خلف وجوم أغانينا , فعسانا أن نعرف من أطفأ شمسا كانت تعطينا
وهجا للصيف وقمحا للعرب الفقراء .. نحن الفقراء ... نحن قصائد ظلم تتغنى برغيف الخبز ..
تتغنى بالبُنّ العربي القادم من شغف الصحراء .. نحن المنسيون على أجنحة الجوع ..
نحن شبابيك الحزن العامر في كبد الأسماء
فإن رأيت دموعـي وهـي ضاحكـة ..... فالدمـع مـن زحمـة الآلام يبتـسـم
من منا يرفض ظلما حلّ علينا ؟؟ من منا يُجبر دمه على تغيير مساره ويجعله يثور كما ثار
" جساس بن مرة "
على ظلم كُليب ,, لم يَثرْ جساس من تأثير خالته
البسوس عليه فحسب .. وإنما كان في نفسه خامَةٌ رافضة للظلم , لم يجرؤ أحد غيره
على فعلته هذه ... ولكنه فعل .. ودون سابق انذار فقد فعل ...
من أين نأتي الآن بقلب كقلب جساس بن مرة ,,؟؟
قد نتعاطى من ريحِ الغربة أشواقا تنقلنا نحو رصيف العمر , إنّا قد تُهنا زمنا في تلك الدرب ,
وبقينا من غيرِ جيادٍ تحفظنا , وأصبحنا للدنيا عارا وصرنا للخير خمارا ....
وحملنا البؤسَ بأيدينا وتجرّعنا غسق الصعب .
آه ما أقسى أن يبقى الظالم قنديلا نتوظأ منه ...
آه يا عنترة العبسيّ تعال هنا واسمع , هذا دمنا تحمله
خيول الظلم على مَتْنِ نبوءتنا عرسا لليل الناحب في بحر العُربِ .. هذا دمنا يتجول في
عُلب التبغ منذ حشودات الردة في كبد الجوعى ... وأريج السوسن في المنفى نحن بأمر
من أمتنا ضيعناه ...
الآن أُنبئكم بأنني سيّد المأساة في زمن الفكاهة وانتكاسات الضمير .. الآن أنبئكم بأني
كي أكون مواطنا صالحا لا بد لي من مسح كندرة الوزير ...
أي ظلم نعيش فيه .. وقد جعلوا لحمنا المذبوح معلبات نأكلها نحن .. وكتبوا أسفل هذي العلبة
" خالي من دهن الخنزير "
الملائكة اعترضت على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان في الأرض .. وتوسلتْ الى الله
أن ينزل جبريل ويقتص من قاطع طريق كان بصدد قتل رجل زاهد ..
فاستجاب الله لهم وأنزل جبريل وقطع رأس هذا اللص الظالم ..
والعابد لم ينهي دعاءه بعد ...
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً, ..... فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
.
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ, ....... يدعو عليك وعين الله لم تنم
من يرفض الظلم بشكل يجعله يثور على عالمه الذي يعيشه ...
معذرة يا حمزة ,
معذرة يا خالد ,
معذرة يا عنترة العبسيّ على جوعنا ....
أخواتي الفاضلات .. إخواني الأفاضل
أسئلة كثيرة تدور اليوم في ذهني ..
إلى متى تقبل أنفسنا الظلم ؟؟
والى متى سيبقى الظلم مسلطا سيفه على رقابنا ؟؟
هل اعتدنا الظلم حتى أصبح كرغيف الخبز المالح نمضغه مع كأسٍ من شايْ ؟؟
ألا نقول للظالم كفى وللمظلوم نحن معك ؟؟
ألا نستطيع أن نرفع رؤوسنا قليلا لننظر لبعض المقتولين من أبناء عُربنا ؟؟ إلى متى ؟؟
فاظلم كما شئت لا أرجوك مرحمةً .... إنّا إلى الله يوم الحشر نحتكـــــم
أتمنى أن نصل لمرحلة نتخلص فيها من ظلم أنفسنا قبل أن نرفض الظلم
من الآخرين